تدخلات المعلم الإيجابية عندما يتوقف طالب ما عن أداء واجبه أو يتسبب في إرباك الصف ، فينبغي للمعلم التدخل ؛ لأنه إذا اختار عدم التدخل فقد يواصل الطالب سوء سلوكه ، كذلك قد يرسل المعلم بعدم تدخله ذاك رسالة إلى كل الفصل من دون قصد مضمونها ، أن السلوك الفوضوي أمر مقبول ، ولكن في عدد من الحالات يغني تدخل المعلم الإيجابي الفوري عن الحاجة إلى اللجوء إلى الأنظمة والجزاءات . ويجب أن يأتي التدخل بناء على سوء السلوك المعين ، بصدد هذا يقترح مجموعة من التدخلات تراوح بين مجرد الإشارة بالعين إلى الإجراء التأديبي المباشر .
ومهما يكن فهناك أربعة تداخلات إيجابية قد تكون مفيدة بصورة خاصة ، وهي : الإقرار بتأثر الطالب بظروفه الخارجية . الإنذار المسبق التوجيه غير المباشر باستعمال عبارة ( أنا أحب كذا ... ) الوقوف بالقرب من الطالب الذي يتصرف بصورة غير لائقة ويتم التدخل بأسلوب الإقرار من خلال أخذ ملاحظات عن ظروف الطالب ، فعندما يمنع حدث ما في حياة الطالب خارج الفصل الدراسي ذلك الطالب من التركيز بصورة مناسبة على واجباته المدرسية ، يكون لزاما على المعلم الاعتراف بأهمية ذلك الحدث الخارجي ، وفي الوقت نفسه تحويل انتباه الطالب مرة أخرى نحو الواجب الذي بين يديه ، وفي هذه الحالة يحتاج المعلم إلى دقيقة أو دقيقتين لمناقشة الحدث لكونها وسيلة لمساعدة الطالب على التركيز على النشاط القائم في الفصل ، فمثلا إذا كان الطلاب ينتظرون مباراة مهمة في الكرة الطائرة عند نهاية الدوام المدرسي ، وكانوا في حالة تيقظ بسبب المباراة ، فعلى المعلم أن يقر بأهمية المباراة ، ومن ثم يناقشها معهم بصورة مختصرة ، ثم يعود للواجبات المدرسية المقررة في ذلك اليوم . أما ا لتدخل عن طريق الإنذار المسبق فليلفت نظر الطلاب للتركيز على العمل الذي بين أيديهم ، فمثلا إذا كان المعلم يقوم بمراجعة المسائل في حصة الرياضيات ، وكان أحد الطلاب غافلا في اللحظة التي كان الفصل يراجع فيها أحد المسائل ، فيمكن للمعلم أن يخبر ذلك الطالب بأنه سيستدعيه لحل مسألة أخرى ، لذلك فإن الإنذار المسبق يعيد الطالب إلى التركيز على الدرس
بلا إحداث نوع من الإرباك . ويستعمل التوجيه باستعمال عبارة : (أنا أحب كذا .. ) لنقل السلوك المتوقع إلى الطلاب ، وكذلك تقويته وتعزيزه ، فمثلا يمكن أن يقول المعلم للطلاب : ( أنا أحب الطريقة التي يجلس بها الطالب سامي على كرسيه ، وكذلك الطريقة التي يقرأ بها ) ، وتكون النتيجة هي أن يؤدي إقرار سلوك سامي ، والإشادة به إلى تشجيع الطلاب الآخرين عل الاقتداء بذلك السلوك . أما النوع الأخير من تدخلات المعلم فهو ببساطة الوقوف بجانب الطالب إلى التركيز على موضوع الدرس ، دون الحاجة إلى المزيد من التدخل . وتعد التوقعات الإيجابية التي يتم تحديدها بطريقة مشتركة هي التي تصيب حظا أكبر من النجاح في تشجيع السلوك القويم ، والتعلم الفاعل وسط الطلاب ، وبإمكان المعلم إعطاء بعض السلطة إلى الطلاب ، وذلك بإشراكهم في تحديد أهدافهم وتوقعاتهم ، وكذلك وضع أنظمتهم وجزاءاتهم كما يستطيع المعلم النشيط منع حدوث أي حالات من الانحلال في بيئة التعلم في الفصل ، وذلك باستعمال أسلوب التدخلات الإيجابية ، دون اللجوء إلى الأنظمة والجزاءات الأساسية ، وهذا كله يعتمد على تمتع الأنظمة والجزاءات الأساسية ، وهذا كله يعتمد على تمتع المعلم بمهارات عالية في إيجاد علاقات شخصية مع الآخرين .