doudou
المساهمات : 385 تاريخ التسجيل : 03/11/2008 الموقع : www.google.dz
| موضوع: الاندماج الاجتماعي ...بين مهمة الأسرة و المدرسة . الإثنين ديسمبر 22, 2008 11:42 pm | |
| أبناؤنا بين المطرقة و السندان: - على كل مستويات التربية و التعليم ، الأسري القاعدي و المتوسطي و الثانوي و الجامعي ،صارلا يهمنا ماذا تعلم أبناؤنا بقدر ما يهمنا ما نسميه" نجاحهم في الامتحانات" ،فالكل ينتظر النهاية السارة ، أولياء كنا أو مهنيين أو مسؤولين، متفقين عن قصد أو غير قصد على الشعار : "المهم أن ينجحوا" ،و لكن أي نجاح هذا الذي لا يصنع لنا مواطنا بكل ما تتضمنه الكلمة من معان ؟ - إن التصور الضيق للنجاح قد غزا عقولنا حتى أصبحنا لا نولي أي اهتمام للواقع ،"تبهرنا الأزهارحتى نغفل عن الثمار" ،و إلا فكيف نغض الطرف أو نتناسى حقيقة الأمر و نأبى أن نواجه هذا الواقع : ما هو موقفنا – و هذا على على سبيل المثال فقط -من طالب فاز في امتحان الباكالوريا و قد دخل مرحلة جديدة من حياته في الاعتماد على النفس و الاستقلالية ،هذا الطالب مازال يعتمد اعتمادا كليا على أمه أو أبيه في أبسط الأمور و لا يمكنه أن يتحمل أدنى مسؤولية عندما يواجه مشكلة في حياته اليومية ، ما مصير هذا الطالب عندما تسند إليه وظيفة في مستقبله المهني ، هل يتيسر له الاندماج مع مجتمعه بشكل إيجابي؟ - أليس ذلك دليلا على أننا صنعنا نصف إنسان ؟أليس ذلك فشلا ذريعا يجب أن ينبهنا إلى مراجعة طريقة تربيتنا الأسرية و المدرسية؟ و قس على ذلك كل القيم الإنسانية الأخرى التي لا نجد لها أثرا عند جل أبنائنا. - لا جدال في أنعواقب هذا الفشل ترجع إلى وم ،مواطن الغد :ماء أبنائهم قائمة الناحجين جهتين أكثر من غيرهما : الأولى في دور الأولياء ،و الثانية في دورالمؤسسات التربوية و مناهج التعليم، و أخيرا بنية المجتمع و استعداده لإدماج الفرد بشكل إيجابي . - يفترض أننا نعلم أبناءنا –و قد تبنينا في مناهجنا الجديدة ما يسمى المقاربة بالكفاءات – كيف يمارسون الكفاءات ،و هذا يعني بكل بساطة التحكم في الموارد الشخصية و القدرة على التصرف فيها عند الحاجة ،و الاعتماد على النفس في حل المشكلات التي تعترضهم ،مصطنعة كانت أو حقيقية،إلى جانب ذلك امتلاك القيم الأخلاقية ،كل ذلك يساهم في بناء الشخصية و تقويم الذات و تنمية الاستقلالية عندهم و الاستعداد في الاندماج الاجتماعي ،و لكن ، للأسف، كل ذلك لا نلمسه عندهم من خلال الحياة اليومية الأسرية و المدرسية . - وحتى نبقى في سياق كلامنا عن الاستقلالية و هي من أهم عوامل الاندماج ، نسوق هذا القول لأحد العلماء الاجتماعيين: الشخص المستقل يكون قبل كل شيء قادرا على تلبية حاجاته بمقتضى أمرين : أن يعترف بخبرته الداخلية و يعتبرها عند قيامه بالفعل " ، و عوضا أن يترك الآخرين يملون عليه من الخارج احتياجاته و تصرفاته ، فإن هذا الشخص عازم من الداخل،كما يقول" .Abraham Maslow - و لكن هذا الشخص لا يصنع نفسه ،إنه ثمرة لثقافة تربوية في الوسط العائلي و المدرسي ،و في الوقت الحالي للأسف، لا الأسرة عازمة على القيام بهذه المهمة ، و لا المدرسة مستعدة للعب هذا الدور ،" كلتاهما ترمي الكرة في ملعب الأخرى " ،فالأسرة منشغلة أكثر فأكثر بحاجات أبنائها الوجدانية بكثير من الإفراط في غالب الأحيان ،الشيءالذي يحول دون القيام بمهمتها على أكمل وجه : فهي منصبة على حل مشاكلها من أجل تلبية الحاجات المادية دون النفسية و الاجتماعية ،أما المنظومة التربية فهي لا تهتم بالقدر الكافي بهذا المجال : فالأساتذة أنفسهم يعانون من نقص فادح في التكوين حول التعامل مع هذا الموضوع ، شغلهم الشاغل أن يحرص التلاميذ على حفظ محتويات البرنامج المقرر ، الشيء الذي يدفعهم إلى عدم الممارسة الفعلية للكفاءات المنصوص عليها في المناهج داخل الصف والمتعلقة بالتربية على الاستقلالية الفكرية،و البدنية، والمسؤولية،والتربية على المواطنة و التي هي في الواقع شبه غائبة في الوسط المدرسي،وهكذا كل طرف يتهم الآخر بالقصور أو على الأقل يتنصل من هذه المسؤولية و يلقيها على عاتق الآخر مقتنعا أن هذه ليست مهمته بل مهمة الآخرو هكذا حصرنا أبناءنا بين المطرقة و السندان.... | |
|