رغم أن الموضوع واسع وله امتدادات كبيرة سأختصره على أمل العودة له مستقبلا بشيئ من التفصيل.
- يعتقد أغلب الأولياء أنهم معفون من مهمة تربية أبنائهم باعتبار هذا الأمر قد أنيط بالمدرسة فهي تربي وتعلم وتتحمل نتائج ذلك سلبا وإيجابا.....هذا النمط من الاعتقاد جر علينا الويلات وأنتج ما نراه وما نعيشه حاليا من اضطرابات وتعقيدات ،لا لأن المدرسة لم تقم بواجباتها ،ولا لأن ما يقدم للتلاميذ ليس في المستوى وانتهت القضية.............قد يكون شيىء من هذا صحيح لــــــــــكـــــــــن الجانب الأكبر من المشكلة لم يطرق بعد ولم توجه أصابع الاهتمام إلى الأسرة التي هي الجهة المسؤولة أولا وأخيرا عن تربية أبنائها وتعليمهم ومتابعتهم .
في البيئة الأسرية يتربى الطفل ويتعلم وفيها أيضا يطبق ما تعلم من قيم وأخلاق وحتى معارف، هذا الجانب الأخير يغفل عنه الكثير . كم من أب يتابع ابنه ويعرف ما تعلمه اليوم ويساعده على تطبيق ما تعلمه فعليا؟ إن تعلم الطفل اليوم الصدق أو الإيثار أو إتقان العمل فهل يجد أبا وأما وإخوة ومحيطا يتابعونه ويساعدونه على تثبيت هذه القيم وممارستها؟تساؤلات كثيرة ...
الإسلام يركز على التربية الأبوية والأسرية كثيرا ولم يعط الأهمية لأي جهة أخرى ويظهر ذلك في عديد الآيات والأحاديث مثل قوله تعالى{وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا} وقوله صلى الله عليه وسلم{يولد الطفل على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه..}فالأبوان مكلفون شرعا بالتربية وهذا ليس معناه إلغاء دور المدرسة لكن التربية المدرسية يجب أن تتابع من طرف الأولياء وأن يسهر الولياء على مساعدة المدرسة.
أيها الأولياء أنتم غير معفيين من تربية أبنائكم ومتابعتهم صحيح أن المهمة شاقة ومتعبة لكن إهمالها أشق وأتعب وأعظم ضررا عليكم وعليهم وعلى امجتمع والأمة والإنسانية جمعاء.